بيان بشأن مفاوضات جنيف ومراوغات عناصر الحركة الاسلامية بالقوات المسلحة
منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من إبريل العام الماضي بهجوم القوات المسلحة على قوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من العاصمة، ظلت قواتنا تتعامل بإيجابية ثابتة مع المبادرات الإقليمية والدولية لإيقاف الحرب وتحقيق السلام، بغاية وضع حدٍ لمعاناة شعبنا الذي يدفع ثمناً باهظاً لقرار الإسلاميين وعناصرهم في القوات المسلحة بإشعال نيران الحرب.
وقد انخرطت قوات الدعم السريع، في هذا الصدد، بجدية وصدق في مفاوضات جدة، التي رعتها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت نتيجتها التوقيع على إعلان جدة في مايو ٢٠٢٣ والتعهدات الإنسانية في نوفمبر ٢٠٢٣. وقد عملت الحركة الإسلامية وقيادتها في الجيش المختطف بإفشال التفاوض حول وثيقة وقف العدائيات بالانسحاب من منبر جدة وذهاب قائد الجيش للإيقاد طالباً وساطتها.
فيما بعد، انخرطت قوات الدعم السريع مفاوضات في المنامة، حيث تم التوقيع بالأحرف الأولى على إعلان مبادئ وضع أساساً لمعالجة المظاهر المختلفة لأزمة الدولة السودانية.
وبقدر ما كانت قوات الدعم السريع تتعاون وتبدي المرونة في المحادثات التي اقيمت في جدة والمنامة، كان قادة القوات المسلحة بقرار وأمر من الإسلاميين المتحكمين في قيادتها تبدِ تعنتاً يبين عدم اكتراثها بمعاناة الشعب السوداني، الذي يريدون اختطاف الحديث باسمه وادعاء تمثيله. وبذلك التعنت أفشلت القوات المسلحة المفاوضات، التي انعقدت في جدة والمنامة، بغية ضمان الوصول الإنساني ووقف العدائيات وتمهيد الطريق لحل شامل للأزمة السودانية المستفحلة.
استمرت قوات الدعم السريع بهذه الروح المنفتحة والإيجابية في تعاطيها مع كل مبادرة تلوح في الأفق تهدف إلى إيقاف الحرب حيث بادر السيد قائد قوات الدعم السريع بالاستجابة لدعوة الايقاد التي تهرب من حضورها قائد الجيش، كما أعلنت موافقتها على الهدنة الإنسانية التي دعا لها مجلس الامن في شهر رمضان الماضي بينما رفضها الجيش، وكذلك استجابت لدعوة الأمم المتحدة لمحادثات جنيف التي هدفت الى إيصال المساعدات الإنسانية وتعزيز حماية المدنيين، وأخيراً استجابت لدعوة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، للمشاركة في مفاوضات جنيف في الرابع عشر من أغسطس القادم بهدف تحقيق وقف شامل لإطلاق النار على مستوى البلاد، وتسهيل الوصول الإنساني لجميع المحتاجين، وتطوير آلية قوية للرصد والتحقق لضمان تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه.
بدلاً من الموافقة على المشاركة في المفاوضات المزمعة في جنيف، خرجت قيادة القوات المسلحة كدأبها بألاعيب مكشوفة من خلال وضع عراقيل الهدف منها تجنب المشاركة في المحادثات الهادفة لوقف إطلاق النار ومعالجة الأزمة الإنسانية. وقد تم اتخاذ القرار، الذي تم الإعلان عنه اليوم، في اجتماع للحركة الإسلامية، صاحبة المصلحة الحقيقية في استمرار الحرب، التي تتوهم أنها يمكن أن تعيدها إلى السلطة.
إزاء الموقف الذي تم الإعلان عنه عبر فلول النظام القديم فيما يسمى بوزارة الخارجية بأمر من قيادة القوات المسلحة، تؤكد قوات الدعم السريع الآتي:
• إن قوات الدعم السريع، لم تسعَ لأي منبر ولم ترفض منبراً لحل الازمة ورفع معاناة السودانيين، وعلى استعداد تام للمشاركة في المفاوضات التي تنوي الولايات المتحدة تنظيمها في جنيف في الرابع عشر من أغسطس القادم.
• إن مرونة قوات الدعم السريع في جميع المفاوضات والمحادثات السابقة والقادمة ليست لوهنٍ أو ضعفٍ، وإنما رغبة في إطفاء نار الحرب التي يصر النظام القديم على استمرارها.
• إن قوات الدعم السريع لن تتفاوض إلا مع القوات المسلحة، ولن تسمح بإقحام أي مؤسسة في مفاوضات أو محادثات لوقف الحرب وضمان الوصول الإنساني. وتؤكد عدم وجود حكومة في السودان اليوم بسبب انقلاب الخامس والعشرون من أكتوبر ٢٠٢١م وما أعقبه من انهيار دستوري بسبب حرب الخامس عشر من ابريل.
• أي مفاوضات لوقف إطلاق النار يجب أن تكون مرتبطة بعملية إنسانية، تخفف من معاناة المدنيين، وعملية سياسية تقودها القوى المدنية الديمقراطية، تفكك نظام الإسلاميين، وتعالج الأسباب الجذرية لحروب السودان وتؤدي في خاتمة المطاف إلى بناء سودان جديد قائم على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة بلا تمييز.
وهذا ما لزم بيانه.
الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع
٣٠ يوليو، ٢٠٢٤