توطين الرحل

المدن النموذجية بدارفور .. توطين الرحل  طفرة خدمية في وادي الإنسانية

مقدمة :

مواطنوا ولايات دارفور يعتمدون في حياتهم على أنواع متعددة من الأنشطة التي تعتبر مكملة لبعضها البعض واهمها (الزراعة والرعي) بجانب بعض الحرف الأخرى التي تمارسها المجموعات لإبقاء متطلبات حياتها مثل الصناعات اليدوية والتجارة التقليدية والصيد البري، وصناعة (الفخار) والمشغولات اليدوية (البروش – الأسرة من الجريد) إضافة إلى المصنوعات الجلدية (المراكيب) وغيرها.

وقطاع الرحل هو قطاع رعوي غير مستقر، وليس له حدود جغرافية محدودة نسبة لخصوصية منسوبيها من البدو الرُحل.

من هم الرحل

يطلق لفظ الرحل في دارفور على القبائل التي تمارس حرفة تربية الماشية في غرب ووسط وشمال وشرق السودان  وهي مجموعات متعددة وأكبرها حجماً ما يعرفون بالرُحل وهم يتجولون من مكان لآخر بحثاً عن الكلاء والماء لحيواناتهم من خلال رحلات يتجهون فيها في موسم الخريف إلى الشمال، وتعرف هذه الفترة (المنشاق) وتتواصل بعد إستقرار جزئي للأُسر ورعاة والأغنام في مناطق المياه والواحات .

 

 في هذه الفترة تتجه بعض المجموعات جنوباً بأبقارها حيث يقيمون فترة قصيرة في أواسط الأجزاء الشمالية والغربية من دارفور حيث مناطق الإستقرار بالنسبة لجزء منهم في (الدمر) في هذه الفترة يكون زمن الحصاد بالنسبة للمزارعين قد انتهى فترعى الإبل في هذه المناطق تدريجياً إلى أن تصل إلى أقصى المناطق الجنوبية من دارفور.

معاناة

يعاني الرُحل بولايات دارفور من مشاكل عديدة أبرزها تدني المستوى التعليمي  بجانب مشاكل في الغذاء و الماء و الرعاية الصحية الأولية، والايواء.

 

الدعم السريع والتنمية

فبراير 2003، بدأت الحرب في دارفور حيث أشعلت فتيلها حركتين متمردتين هما حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة، هاتين الحركتين تسببتا في النزاع وزعزعت الأمن والإستقرار في المنطقة، ما أدى إلى تشريد عدد كبير من الأهالي من مناطقهم وقراهم، وتعطيل عملية التنمية وإنتشار الفقر.

هذا الوضع المأساوي كان لا بد أن يزول إلى غير رجعة ولكن كان يحتاج إلى كثير من الجهد والعزيمة، وما إن حسمت قوات الدعم السريع التمرد بولايات دارفور المختلفة، إلا ووضعت إنسان تلك الولايات نصب أعينها وأولته اهتماماً متعاظماً، في سبيل تحقيق التعايش السلمي بين مكونات سكان المنطقة، وتوفير سبل العيش الكريم، بتسخير إمكانياتها في توفير الخدمات الضرورية (صحة – تعليم – مأكل – مشرب – مأوى)

 

مدن نموذجية

قائد قوات الدعم السريع الفريق اول محمد حمدان دقلو سعى جاهداً لإستكمال عمليتي الأمن والإستقرار فأنشأ 29 مدينة نموذجية بدارفور، مجهزة بكامل خدماتها الأساسية،  (صحة – تعليم – مأكل – مشرب – مأوى)، حيث أنشأ المدارس والمرافق الصحية و(دوانكي) المياه، في مناطق كانت تعاني من إنعدام أبسط أنواع الخدمات، ولم تجهل قيادة قوات الدعم السريع إزالة أهم معوقات التنمية فخصصت برامج لمحو الأمية إنفاذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية الرامية لخلو البلاد من الأمية بحلول العام 2020م، واستوعبت برامج محو الأمية أعداداً كبيرة درست لمدة 6 أشهر.

حالة إستقرار واسع النطاق اكتسبتها المنطقة بفضل وجهود الدعم السريع، وإتساع دائرة الأمن في دارفور بشكل كبير، سعت قيادة الدعم السريع في توطين الرُحل حتى يسهموا في عملية الإستقرار والأمن والتنمية وبعد إنتهاء أسباب الحرب تولت قوات الدعم السريع زمام الأمر والمبادرة فأنشأت 29 مدينة نموذجية، فكان نصيب ولاية جنوب دارفور منها مدن (الأبرار – عمار جديد – أم ضواً بان – أم القرى – ساني دليبة – قريضة - تلس – بلبل)، فيما أنشأت بولاية وسط دارفور كل من (عرديبة – خور رملة) وغرب دارفور (شكري – زيناء – قلالا – كولقي – أم كتيرو – ساني دادي)، بينما حظيت ولاية شمال دارفور بمدن (مديسيس – مقرن - جبل عامر – الكوثر – تيقي – مزبد – أم برو – الزرق 1-  الزرق 2 - الملمات – الكومة).

وأنشأت هذه المدن بمواصفات عالية حيث شملت المدينة الواحدة مدرسة أساس وسكن للمعلمين، ومسجد متكامل، بجانب خلوة لتحفيظ القرآن الكريم، تسع 500 طالب، وبعض المدن بها مدارس ثانوية، فضلاً عن محطة مياه ومركز شرطة لكل مدينة.

رأي الرحل

تحول كبير طرأ على أذهان مواطني ولايات دارفور حول قوات الدعم السريع خصوصاً الذين تأثروا بالحرب، وبعد أن لامسوا دورها الكبير في بناء السلام المجتمعي، دعماً التعايش السلمي بين مكونات المجتمع، وشرائحه المختلفة.

هذا التحول يلاحظه كل من يتابع لقاءات قائد قوات الدعم السريع الفريق اول محمد حمدان دقلو بمواطني دارفور، وبرهن المواطنين على ما ذهبنا إليه في آخر لقاء ردد المواطنين اسم القائد ترحيباً بزيارته وألسنتهم تلهج بالشكر.

هؤلاء المواطنين ربما يكونوا أكثر من يعبر عن الدور الكبير الذي تلعبه قوات الدعم السريع بولايات دارفور لأنهم من عايشوا بناء 29 مدينة نموذجية منذ وضع لبناتها الأولى واستفادوا من خدماتها، في مشروع يعتبر    طفرة خدمية في وادي الإنسانية.