حول المفاوضات في منبر جدة
إلى جماهير شعبنا العظيم في داخل وخارج البلاد
إلى الرأي العام المحلي والاقليمي والدولي
إن الحرب التي أشعلها الانقلابيون من قادة القوات الفاسدين بتوجيه ومعاونة قياداتهم في حزب المؤتمر الوطني وفلول النظام البائد في الخامس عشر من أبريل 2023 لم تكن خيارنا لحل الأزمة السودانية التي كان سببها المباشر هو التشبث بالسلطة ومحاولة اختطاف ثورة الشعب من قبل البرهان وزبانيته.
منذ اليوم الأول للحرب التي كان هدفها الأساسي هو قطع الطريق أمام الحل السياسي الذي كان في خواتيمه، أدركنا أنه لا سبيل لنجاح أي تفاوض مع من يشعل الحرب للردة على خيارات الشعب من استعادة حكم تم اسقاطه بإجماع شعبنا العظيم.
ومع إدراكنا التام بالنوايا الخبيثة والتخطيط المسبق للانقلابيين والفلول لعرقلة أي جهود لوقف الحرب وحل الأزمة، إلا أننا استجبنا للمبادرة الكريمة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الاميركية بإرادة صادقة تقديراً للظروف الانسانية والاجتماعية الصعبة التي واجهها شعبنا بسبب الحرب.
وتوضيحا للحقائق كاملة نورد الآتي:
-1 إن الحقيقة التي يهرب عن ذكرها الفلول والانقلابيين هي انه ما كان بمقدور وفدهم أن يغادر (البدروم) للمشاركة في مفاوضات جدة لولا فتح ممر آمن له بضمانات شخصية من قيادة قوات الدعم السريع وتحت حماية الأشاوس.
-2 منذ اليوم الأول في جدة حاول الانقلابيون التذاكي بإدراج أحد سفراء النظام البائد المعروفين بولائهم لتنظيم الحركة الاسلامية الفاشية ضمن وفدهم المفاوض لإيهام الرأي العام بأن الحرب بين قواتنا والدولة لكنهم اصطدموا بحنكة وفدنا الذي يعي تلك الألاعيب والممارسات الفاسدة التي كانت تمارس طيلة الثلاثون عاماً من سنوات حكمهم البغيض.
-3 لقد كان وفد الفلول منقسماً ومتنافراً حيث يمثل كل عضواً فيه جهة بعينها وينطلق كل فرداً فيه من موقف مختلف عن الأخر، كان ذلك واضحاً في عدم الالتزام والتقيد بشروط وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه وفشل تحقيق الاهداف المرجوة منه بسبب تعدد مراكز اتخاذ القرار داخل الانقلابيين ، وقد وضح جليًا أن وفد الانقلابيون متحكماً فيه من قبل قيادات المؤتمر الوطني الذين يديرون التفاوض من الخلف.
-4 لا تستقيم منطقاً ولا عقلاً ادعاءات الفلول ومحاولاتهم الرخيصة لاسترضاء واستعطاف الشعب بالحديث عن معاناة المدنيين لأن الذي يشعل الحرب فوق رؤوسهم ويحصد أرواحهم بالمئات ويدمر ممتلكاتهم الخاصة والعامة بالطيران والمدافع الثقيلة ظناً منه أن حربه لن تتجاوز الـ (6 ساعات) للقضاء على الدعم السريع، غير جدير بالحديث عن الشعب وقوله مردود عليه.
-5 لقد استغل وفد مليشيا البرهان تواجده في جدة ليس لتسهيل انسياب المساعدات الانسانية كما يدعي زوراً؛ بل لتقنين نهب المساعدات الانسانية واستخدامها سياسياً لمعاقبة المتضررين في عدد من الولايات منها دارفور وكردفان والنيل الابيض والنيل الأزرق بما في ذلك الخرطوم، ولعل شعبنا يدرك أن المساعدات الغذائية والأدوية تباع في الأسواق وتم تحويل معظمها لاعاشة وعلاج قواتهم في المعسكرات.
-6 تعمد الفلول إعاقة وصول أي مساعدات لإقليم دارفور وكردفان براً وجواً تحت ذريعة السيادة الوطنية المفترى عليها، وفي الحقيقة أنهم ارادوا إذلال سكان تلك المناطق حتى يلقوا بالتهمة على قوات الدعم السريع التي طالبت أكثر من مرة بفتح مطارات ولايات دارفور وكردفان لتوصيل المساعدات للمتضررين.
-7 لقد كذب وفد الانقلابيون وليس مستغرباً عليهم الكذب والتدليس حينما أشاع بأن المباحثات مع وفدنا كانت غير مباشرة، بينما الحقيقة التي تم إخفاءها خوفاً من (جماعة بل بس) انهم انخرطوا في مباحثات (مباشرة) مع وفدنا وفي حضور الوساطة السعودية.
-8 حاول فلول النظام البائد تحقيق ما عجزوا عنه بالحرب التي أشعلوها حينما طالبوا بفك الحصار عن قياداتهم المتواجدين في (بدروم) القيادة العامة والمدرعات وسلاح الإشارة وفتح ممر آمن لهم للمغادرة ، وهو ما رفضه وفدنا جملة وتفصيلا ولن يسمح به إلا بتوقيع اتفاق الحل النهائي والشامل للأزمة السودانية وإذا كتبت لهم الحياة وقتها سيكون خروجهم إلى السجون ومنها إلى المشانق.
-9 إن الادعاءات الكاذبة بتواجد قواتنا في المستشفيات والمرافق العامة، هي محاولة لفك الحصار عن المقرات العسكرية التي تتواجد داخل المناطق المأهولة بالسكان خاصة القيادة العامة للانقلابيين، ومحاولة لإيجاد مصوغ لقتل المدنيين بالطائرات والأسلحة الثقيلة التي أدت إلى تدمير الالاف من منازل المواطنين بمن فيها وبتوجيهات موثقة من قيادتها الفاشلة.
-10 بشهادة المسهلين وتحت اشرافهم، تم تشكيل لجنة من الطرفين (5+5) بمشاركة أطراف محايدة لزيارة المستشفيات والمرافق العامة للتأكد من خلوها من أي مظاهر عسكرية وقد سجلت اللجنة زيارات لمستشفيات ومحطات مياه وكهرباء في مناطق سيطرة قواتنا وكتبت تقريراً مشتركاً بتوقيع أعضاء اللجنة مجتمعين تم تسليمه للمسهلين، أكدت فيه خلو جميع المرافق التي زارتها من أي مظهر عسكري لقوات الدعم السريع، بعدها قام وفد الفلول بسحب اعضائه في اللجنة لأن التقرير لم يأت على رغبتهم.
-11 إن الذي أعاق التوقيع على اتفاق وقف العدائيات وإعلان المبادئ العامة لمفاوضات الحل الشامل، هو تعنت وفد الانقلابيون وإصراره غير المبرر على فك الحصار عن قياداته في القيادة العامة وإدخال الإمدادات الغذائية والوقود والدواء لهم وليس ادعاءاتهم الجوفاء بالحرص على رفع المعاناة عن المواطنين.
-12 نؤكد ان وفدنا لا زال متواجداً في مدينة جدة احتراماً وتقديراً لرغبة الشعب السوداني برفضه المطلق لدعوات توسيع دائرة الحرب وإفشاله لدعوات التجييش والتعبئة العامة التي يتزعمها فلول المؤتمر الوطني الهاربين من السجون تحت حماية ورعاية ضباط الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن الكيزاني.
-13 إن بقاء وفدنا وتمسكه بمنبر جدة تعبيراً صادقاً عن التزامنا بتعهداتنا أمام المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الاميركية اللتان لم تعلنان حتى الآن تعليق المحادثات أو إلغاءها.
-14 لن تجدي نفعاً أي محاولات من قبل فلول النظام البائد للتغطية على هزائمهم وتآمرهم على شعبنا العظيم الذي يعي تماماً بمخططاتهم التي تسعى إلى إعادة سنوات الظلم والاستبداد والاضطهاد، ولن يستطيعوا تحقيق ما فشلوا فيه في ميادين القتال عن طريق الفهلوة والتذاكي.
على الانقلابيين وفلول النظام البائد أن يعوا بأن الأشاوس في تمام اليقظة سواء أن كان في ميادين القتال أو في طاولات التفاوض، ولن تفلح أي محاولات للفكاك، وأن عهدهم مع الله والشعب العظيم بأن يشيعوكم إلى مزبلة التاريخ وإن غداً لناظره قريب.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
مكتب الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع