بيان حول الأوضاع في إقليم دارفور
منذ أن فرضت علينا الحرب في الخرطوم بواسطة مليشيا البرهان الانقلابية وفلول النظام البائد المتطرفة في فجر يوم الخامس عشر من أبريل الماضي، حرصنا في قوات الدعم السريع على وضع هذه الحرب في سياقها الصحيح، كحرب سياسية لإجهاض مخطط انقلابي نفذه النظام البائد عبر أذرعه داخل القوات المسلحة لقطع الطريق أمام عودة مسار التحول المدني الديموقراطي.
حرصنا في قوات الدعم السريع على تجنيب مناطق السودان الأخرى جحيم هذه الحرب، لاسيما المناطق الأكثر هشاشة مثل إقليم دارفور الذي عانى لعقود طويلة من الحرب والتهميش والتدمير، مما أحدث انقسامات عميقة في نسيجه الاجتماعي.
لقد تركز اهتمامنا طوال السنوات الماضية عقب الثورة على معالجة هذا التمزق من خلال عقد المصالحات بين أهل الإقليم ومحاربة خطابات القبلية والجهوية. لذا فقد استجبنا للمبادرات الرسمية والشعبية بالنأي بالإقليم عن الحرب ،وسعينا للالتزام بذلك وعدم تحريك قواتنا من مواقعها لتجنب انزلاق دارفور لحرب بين مكوناتها.
رغم كل ذلك نجحت مخططات الفلول في تأزيم الأوضاع بدارفور والزج بالمكونات في مواجهات ذات طابع قبلي في عدد من مناطقها، في محاولة بائسة لتحويل الحرب من حرب سياسية بين قوات الدعم السريع وعناصر النظام البائد بالقوات المسلحة إلى حرب قبلية بين مكونات الإقليم.
نناشد مواطني إقليم دارفور كافة بمختلف مكوناتهم بعدم الاستجابة لمخططات الفلول الرامية لاقتتال أهل الإقليم مع بعضهم البعض، والتصدي لكل خطابات الكراهية والفتنة بين أهل الإقليم، خاصة في ولاية غرب دارفور .
إن ما يحدث في غرب دارفور من قتال قبلي يجب أن يتوقف فوراً حقناً للدماء ودرءاً للفتنة التي أشعلتها أذرع النظام البائد المتطرفة.
إن الأزمة الإنسانية التي خلفتها الحرب القبلية بالجنينة تتطلب تضافر الجهود المحلية والاقليمية والدولية من أجل رفع المعاناة الانسانية عن المواطنين والعمل على حقن الدماء بين أبناء الوطن الواحد.
على أهلنا في غرب دارفور والجنينة على وجه التحديد تحكيم صوت العقل ونبذ الخلافات العنصرية والجهوية البغيضة والتأسي بالمبادرات المشرفة التي انتهجتها مجتمعات مدن الضعين، ونيالا، والفاشر، والأبيض، والتي كان لها تأثيراً إيجابياً على استقرار الأوضاع في تلك المناطق .
ندعو إلى تشكيل لجنة عاجلة من جميع الأطراف القبلية المتقاتلة والمجتمعات الأخرى تضم الشباب والنساء والإدارة الأهلية ومنظمات المجتمع المدني للتواصل والتنسيق مع قوات الدعم السريع وقوات الانقلابيين من أجل تهدئة الأوضاع والمساعدة في توصيل المساعدات الانسانية للمدنيين، كذلك ندعو إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء الأزمة وكشف المتورطين فيها.
نؤكد على موقف قوات الدعم السريع الثابت من الأزمة في غرب دارفور وهو الالتزام بمبدأ الحياد، ولذلك كانت التوجيهات الصارمة من القيادة لقواتنا بغرب دافور هي عدم التدخل بأي شكل من الأشكال والبقاء في أماكن سيطرتها وهو ما تم بالفعل خلال الأزمة الراهنة.
ونشير كذلك إلى أن وفدنا المفاوض بمدينة جدة تقدم بطلب منذ أكثر من عشرة ايام للحصول على موافقة من الانقلابيين بفتح مطار الجنينة لتسيير جسر جوي من المساعدات الانسانية للمواطنيين ونحن ننتظر استجابتهم لهذا لظرف الإنساني، مساعينا مستمرة لتوصيل المساعدات براً إلى الجنينة وكافة مدن دارفور بالتنسيق مع المجتمعات المحلية.
كما ندعو كافة مكونات السودان الاجتماعية خاصة مجتمع دارفور لتجنب دعوات الاحتراب الأهلي، وتعزيز قيم التعايش السلمي، ونؤكد أن هذه الحرب ستضع أوزارها قريباً بعد أن نتخلص من طغمة فلول النظام البائد حتى ينشأ نظام سياسي عادل في السودان، يحقق سلاماً حقيقياً وينهي كافة أشكال المعاناة التي عاشها الشعب السوداني لسنوات طويلة.