منذ وصول وفد قوات الدعم السريع إلى جنيف تلبية لدعوة المحادثات الهادفة لوقف العدائيات وتسهيل وصول المساعدات للمحتاجين برعاية دولية وإقليمية، وعلى مدى أسبوع كامل من بدء الجولة؛ شهدنا تكثيف الطيران الحربي للجيش غاراته على مناطق مأهولة بالسكان مرتكباً جرائم شنيعة أودت بحياة المئات من أبناء شعبنا، وأحدث القصف العشوائي دماراً كبيراً في البنى التحتية والمرافق العامة والخاصة.
ونفذ الطيران الغادر بأوامر قادة الجيش و الحركة الإسلامية الإرهابية، قصفاً ممنهجاً بلغ أكثر من 27 طلعة جوية خلال أسبوع محدثاً دماراً كبيراً في البنى التحتية والمرافق العامة والخاصة شملت (الأحياء السكنية، المستشفيات، الأسواق، محطات المياه، المدارس، الكباري، دور العبادة، وحظائر الماشية) كانت حصيلتها على النحو التالي:
الخميس 15 أغسطس قصف الطيران السوق المركزي بالخرطوم ما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصاً جميعهم من المدنيين، كما قصف منطقة بيكا بولاية الجزيرة وأدى لمقتل 7 أشخاص، ومستشفى الكومة شمال دارفور أسفر عن مقتل 6 أشخاص وتدمير عنابر المرضى، وكبري مورني بوسط دارفور، وكبكابية شمال دارفور حيث قتل 4 أشخاص ، ومقتل 12 شخصاً بالفاشر شمال دارفور، كما قصف مدينة بابنوسة غرب كردفان ، والجنينة في غرب دارفور.
يوم الجمعة 16 أغسطس استهدف الطيران منطقة أم بنين ومدينة كركوج بولاية سنار حيث أدى القصف إلى مقتل 18 شخصاً، وقصف أيضاً جبل عامر بولاية شمال دارفور ما أدى لمقتل 3 أشخاص، والأحياء الشمالية بمدينة الفاشر ما أسفر عن مقتل 16 شخصاً، وتدمير كامل لميناء ود مدني البري.
السبت 17 اغسطس شن الطيران غارات على مدينة الكومة بولاية شمال دارفور ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص، وجبل عامر بشمال دارفور ما أدى لمقتل 6 أشخاص ، وسوق قندهار أمدرمان حيث قتل ما يزيد عن 27 شخصاً، وسوق كرور بمدينة أمدرمان وسقوط ما بين 7 إلى 10 ضحايا، كما قصف الحارة 40 امبدة غرب أمدرمان وأدى ذلك لمقتل شخصين.
وفي يوم الأحد 18 أغسطس تجدد القصف على مدينة الفاشر وسقوط 10 أشخاص، إلى جانب أحياء شرق العاصمة الخرطوم.
ويوم الإثنين 19 أغسطس قصف الطيران سوق ومحطة مياه مليط شمال دارفور ، وأدى القصف على الفاشر لمقتل 9 أشخاص.
الثلاثاء 20 أغسطس استهدف الطيران مستشفى وسوق ومركز الشرطة ومدرسة بمدينة الضعين شرق دارفور وأدى لمقتل 13 شخصاً، وشن غارة أخرى على الطويشة بشمال دارفور ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص، وفي الحصاحيصا ولاية الجزيرة سقط 18 شخصاً جراء القصف الجوي، والفاشر شمال دارفور 14 شخصاً.
هذه الحصيلة من الضحايا حسب الاحصائيات الأولية حيث هناك عشرات الجرحى ما يضاعف عدد الضحايا.
ندرك أن الانقلابيين والحركة الإسلامية الإرهابية يسعون من وراء الهجمات الهمجية التأكيد بعدم اكتراثهم للجهود الدولية والإقليمية المبذولة لإنهاء معاناة السودانيين، ومحاولة يائسة لتصدير مواقف عن انتصارات فشلوا في تحقيقها أمام أشاوس قواتنا في جبهات القتال، لذلك لجأوا لسيناريو "الأرض المحروقة" واستهداف الأبرياء على أسس جهوية ومناطقية بغيضة.
ظللنا ندين هذه الأفعال غير الإنسانية بحق المدنيين الأبرياء، ونجدد الآن دعوتنا للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والمهتمين بالشأن الإنساني لإدانة هذا السلوك البربري ونضعهم أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية تجاه جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ظلت فعلأ متكرراً يمارسه الإرهابيون منذ إشعالهم الحرب في 15 أبريل 2023.
إن الانتهاكات عبر الطيران الحربي، ظلت نهجاً للجيش المختطف منذ تسعينيات القرن الماضي، خلال حرب الجنوب ومروراً بالحروب في دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، حيث قتل بفعل الطيران مئات الألاف من الأبرياء، وتسبب في تشريد ونزوح الملايين في دارفور ومناطق أخرى من البلاد.
إن استمرار الجرائم ضد المواطنين العُزل وانتهاك حقوقهم، حتم على قواتنا اختيار طريق المواجهة لتخليص شعبنا من هيمنة الحركة الإسلامية الإرهابية المتحكمة في قرار القوات المسلحة السودانية عبر جنرالات مرعوبين يدينون بالولاء المطلق للتنظيم الإرهابي الذي يحاول العودة للسلطة عبر بوابات الأجهزة العسكرية والأمنية.
نؤكد أن قواتنا عازمة على إنهاء سطوة هذه العصابة الفاسدة التي أورثت بلادنا الفقر والفشل، ونعلم أن الطريق الصحيح لمعالجة أزمة بلادنا يكمن في تحرير الجيش والنأي به عن السياسية.
الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار
الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع